وسط مشاحنات واتهامات وتجريح ، بين قبض وحبس وشماريخ ... يدخل الأهلى فى مواجهة مؤجلة من الأسبوع العاشر مع الزمالك فى لقاء عرف فى الماضى باسم ( قمة الكرة المصرية ) !!! ..
الكرة المصرية التى تمر – بالرغم من تحسن المستوى الكروى لكثير من الفرق الصاعدة – بأسوأ فترة لها على المستوى الجماهيرى ، وفى ظل صراعات غير مفهومة – او قد تكون مفهومة – وغير مقبولة .. يلعب الأهلى "المتذبذب" مع الزمالك "المتهالك" فى اللقاء رقم 102 بين الفريقين الكبيرين ..
وكلاهما خرج من بطولة كأس مصر منذ بضعة أيام ومعهما "الاسماعيلى" لتعلن حالة "توهان الكبار.. وانتفاضة الصغار" ، ولم يكن الخروج فقط من البطولة وراء الحالة الغير كروية التى تمر بها الكرة المصرية الآن .. ولكن زيادة التعصب الأعمى الى حد هائل ، بالاضافة الى تحول الامر من تشجيع كروى الى حبس وقبض على المشجعين .. جعلت هناك حالة من القتامة تحيط هذه القمة " المزعومة" ، وأعتذر بالتأكيد عن هذه الحالة التى تنتابنى وأنا أكتب هذا التقرير للقاء اليوم .. ولكن كل الاحداث التى احاطت بها جعلت حديثى يخرج بهذا الشكل .
مانويل جوزيه !!! .. الرجل الذى طالما احتفت به جماهير الاهلى العريضة ونصبته "ملكا" على قمة الانجازات الكروية لفريقها – وهى محقة – يحاول أن يلملم شتات تركيزه فى اللقاء المفضل عنده ، ولكن هذه المرة وسط أحداث متشابكة تخص فريقه أيضا هذه المرة ، حيث اعتاد دوما أن يلاقى "الزمالك" وهو فى المكان الرفيع وبحماس وثقة ، الا ان الأمور يبدو أنها لا تسير على نفس النحو المعتاد ... حيث اختفت بعض الأسماء من قائمة الفريق للاصابة أو الاشتراك فى بطولة خليجية أو لأسباب فنية – أصبحت محيرة للجميع - ، وان كنا جميعا نعترف بأحقية المدير الفنى فقط فى اختيار لاعبيه للقاء ، الا أن – مثلا – استبعاد "أحمد حسن فرج" تماما من القائمة فى ظل تطور مستواه واشتراكه فى الآونة الأخيرة ، واستبعاد "رامى عادل" فى ظل عدم وجود بدلاء لخط الدفاع تماما – حتى مع وجود بعض التوتر فى علاقته بالمدير الفنى – جعلت الكثير من جمهور الاهلى يضع يده على قلبه – ربما لأول مرة منذ سنوات – فى أن يظهر الفريق بصورة ليست جيدة ويخسر من "الزمالك" بعد فترة طويلة جدا من الهيمنة والسيطرة على لقاءات الفريقين !!
ويبدو أن المدير الفنى الكبير سيلجأ للعب بنفس الطريقة المعتادة برأس حربة واحد ، على أن يحاول السيطرة على منطقة وسط الملعب - وهو ما لم يحدث فى لقاءات الفريق الاخيرة – بالتأكيد لاجهاد عدد كبير من اللاعبين لتوالى المباريات المؤجلة وعدم تبادل اشراك اللاعبين فى مباريات الكأس بجانب مباريات الدورى المؤجلة !! .. وحتى أن القائمة شهدت مفاجأة كبيرة جدا – ومن وجهة نظرى تندرج تحت عجائب وغرائب – حيث ضم "بوجلبان" و"اينو" وهو ليس تقليلا من الاسمين الكبيرين ، الا ان كليهما لم يشارك مع الفريق على الاطلاق منذ فترة ليست بالقصيرة !! وربما كان من الممكن وضع "حسن مصطفى" فى القائمة لعل الحاجة تدعو اليه !! ولكن لا نود فرض رأينا على الجمهور أو حتى التدخل فى عمل الجهاز الفنى ... فقط أضع علامات استفهام بسيطة من وجهة نظرى المتواضعة قد يجيب عنها الفريق بأفضل رد !! ومن الملاحظ أن "جوزيه" وضع معظم اللاعبين أصحاب الخبرة فى مثل هذه المواجهات ، وهو ما قد يفسر هيكل القائمة للقاء اليوم ..
عموما – فليسمح لى صديقى ضياء – بأن أختلف معه فى التشكيل المنتظر البدء به فى اللقاء اختلافا بسيطا ( ولعله يحصد النقاط كاملة فى مسابقة اخبار أهلى للتوقعات ) .. وأعتقد ان جوزيه لن يغامر بالتجديد تماما فى التشكيل البادئ للقاء اللهم باستثناء اشراك اجبارى لــ"محمد سمير" فى خط الدفاع ، وربما كانت أمنية لأن هذا اللاعب جيد جدا فى مركز الليبرو – فهو مركزه الأصلى – بالاضافة الى أنه سيتكيف سريعا مع وضع القمة التى لم تعد بنفس الرهبة كما كانت فى السابق ..
فهل يلعب جوزيه بالتشكيل التقليدى ، أم يفاجئ الجميع بما لا يتوقعونه !!
على الجانب الآخر ، فان "الأحمدين" أحمد رفعت ورمزى سيقاتلان من أجل تحقيق فوز يحتاجه نادى الزمالك وكل من يشجع القلعة البيضاء فى هذا التوقيت تحديدا ، حيث أن معدل الفريق فى انحدار مستمر ولو سارت الامور على هذه الوتيرة فقد نفاجأ جميعا بتواجد الزمالك الكبير فى دورى الدرجة الأدنى – والكرة لا تعرف كبيرا أبدا - !!
مشاكل كبيرة – ادارية أو فنية - ، تمرد واستهتار وعدم ثبات مستوى فى لقائين متتاليين على الأقل .. ومع ذلك فان جمهور الزمالك الحقيقى المحترم لا يزال متماسكا ويشجع فريقه – الذى ابتعد كثيرا عن دائرة الضوء خلال الأربع سنوات الماضية – والتى فقد فيها الفريق الكثير من رونقه وسمعته التى طالت السحاب افريقيا ، ولكن كل هذا الآن أصبح فى غياهب النسيان ويحتاج النادى العريق الى سنوات من العمل الجاد لاعادة بناء فريق قوى يدافع عن ألوان الفريق التى صبغها مجموعة اللاعبين الحالية بأكثر الألوان قتامة فى الدنيا ..
خرج الفريق أمام – بنى عبيد – فى كبرى مفاجأت كأس مصر لهذا الموسم ، ومع الوضع فى الحسبان ما حدث من كوميديا محزنة جعلت الفريق خارج أى بطولة افريقية الموسم الحالى ، ومع ابتعاده كثيرا عن مربع الكبار فى بطولة الدورى الممتاز .. فان هذا اللقاء من المفترض أن يكون بمثابة قبلة الحياة والتى قد تعيد الثقة – الى حد ما – الى نفوس اللاعبين والمشجعين فى حالة فوزهم فى لقاء اليوم ، ولكن بالتأكيد هذا لن يعنى أن كل شئ يسير على ما يرام ، ربما تكون بداية جديدة فقط !
وبمنتهى الحيادية ، فان خط هجوم الزمالك سيكون – فى حالة رغبة لاعبيه – هو أكثر الخطوط خطورة على الأهلى فى هذا اللقاء ، نظرا لتواجد لاعبين على مستوى فنى ومهارى عالى ( حمزة – شيكابالا – أجوجو ) فى مواجهة خط دفاع الاهلى وهو ليس فى أفضل حالاته تماما وزادها سوءا ابتعاد "وائل جمعة" للطرد فى لقاء الحدود الاخير ، وخط دفاع الاهلى الذى ظهر متماسكا الى حد كبير امام الاسماعيلى فى اللقاء السابق سيكون عليه العبء الأكبر فى هذا اللقاء أيضا ..
خط دفاع الزمالك كثير الاخطاء أيضا وسيكون هو الآخر نقطة ضعف كبيرة فى الفريق اذا ما كان ثلاثى الهجوم الاهلاوى فى قمة تركيزه واستغل أى هفوات بيضاء قد تحدث على مدار اللقاء .. اما خط وسط الزمالك – والذى يعانى كثيرا منذ "تامر عبد الحميد" تحديدا – فسيكون عليه هو الآخر محاولة السيطرة على منطقة المناورات والتى – أثق تماما – فى أنها ستكون نقطة الحسم فى هذا اللقاء لأى فريق سيسيطر عليها من الناحية الدفاعية جيدا ..
المباراة – وان كانت لم تعد كالسابق – الا ان فوز الاهلى بها سيقربه كثيرا من القمة التى ستكون أقرب فى حالة فوزه بآخر لقائين مؤجلين له فى الدور الاول وقبل معمعمة الدور الثانى والذى أتوقعه ناريا ، والتعادل يصب فى مصلحة الاهلى بصورة أكبر .. بينما ستكون نقطة انطلاق للزمالك اذا ما فاز بها لأن ارتفاع رصيده الى 24 نقطة سيجعله فى قلب الاحداث وربما تحدث مفاجأت تقلب الامور رأسا على عقب فى البطولة الأكثر روعة – نتائج وحماس وتقارب مستوى – ولكن هذا الموسم تحديدا من المواسم التى يجب أن تنسى على المستوى الجماهيرى والتشجيعى !!
جدير بالذكر أن الاهلى والزمالك قد التقيا فى 101 مباراة ، فاز الاهلى فى 36 مباراة وسجل 123 هدف وسكن مرماه 92 هدف .. بينما فاز الزمالك فى 25 مباراة ، وتعادلا سويا فى 40 مباراة .
ويحمل الأهلى لواء أكبر فوز على غريمه بـ 6 أهداف مقابل هدف واحد فى المباراة التاريخية الشهيرة التى أقيمت موسم 2001/2002 .... وكان صاحب أول هدف للأهلى فى مرمى الزمالك بالدورى هو اللاعب / أحمد مكاوى ، بينما كان صاحب أول هدف للزمالك فى مرمى الأهلى هو اللاعب / عبد الكريم صقر .. وكان كلاهما فى موسم 1948/1949 وانتهت المباراة 2/2 .
نادى الزمالك تأسس فى عام 1913 ، وحصل على 11 بطولة للدورى العام .. 20 بطولة كأس مصر بينهما مرتان مناصفة مع الاهلى .. 5 بطولات للأندية الافريقية أبطال الدورى وبطولة واحدة لأبطال الكأس .. 3 بطولات سوبر افريقيا ..
كانت نتيجة آخر لقاء بين الفريقين هو فوز الأهلى بهدفين مقابل لا شئ للاعب الفنان "عماد متعب" و"أحمد فتحى" فى الأسبوع العشرين لمسابقة الموسم الماضى ..
فى ظل غياب اجبارى لبعض من جمهور الاهلى أو احجام البعض الآخر ، ربما لا تخرج المباراة بشكل جميل .. الا أن الجمهور العاشق لفريقه دوما يبرهن فى المصاعب وأوقات الشدة أنه يستحق لقب " فارس النادى الاول " ، فهل نجد أعدادا كبيرة من الاهلاوية فى الاستاد لتشعل حماس اللاعبين فى الملعب ؟!
أرجو أن يتمكن لاعبو الاهلى من تقديم لقاء قوى يعكس قوة شخصيتهم وعدم الاستسلام لبعض الاحباطات ، وأتمنى التوفيق لفريق نادى الزمالك ..